السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لا تحزن إن الله معنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لا تحزن إن الله معنا
منذ فتره لم أره ضاحكا، نعم يتبسم أحيانا، لكن الحزن والكآبة أبدا ظاهران على محياه، يكثر السؤال عن أحوال المسلمين، يتتبع أخبار الاضطهاد والقتل والتشريد.. قال لي يوما:
!.. أولسنا على الحق وأعداؤنا على الباطل؟ قلت: بلى!!
- أولسنا في صف الرحمن، وهم في صف الشيطان؟ قلت: بلى!!.
- أولسنا ندعو إلى الفضيلة وهم يدعون إلى الرذيلة؟ أولسنا مسالمين لا نعتدي ولا نظلم وهم السفاحون الخونة؟.. قلت: بلى.. بلى !!
- فلماذا لا ينصرنا الله عليهم؟ لماذا نبقى في اضطهاد وتشريد؟.. أكاد أجن ! بل لو جاز قتل النفس لفعلت، مانفيق من ألم
صفعة إلا تتبعها أخرى! من الاعتداء على فلسطين وعلى أفغانستان إلى مذابح العراق و كشمير، وهدم المساجد في الهند، و.. و.. وآلام وويلات في بلاد الإسلام، حتى بلغنا من الذل أن ذبحنا ذبح الشياه في البوسنة والهرسك، ثم في كوسوفا..ثم في العراق وتايلاند ووو ...... ولاندري أين يكون الجرح القادم..
أطفال يتامى.. نساء أرامل.. فتيات يحملن في أحشائهن أبناء المعتدين ! لم يستطعن أن يحصلن ولو على حبوب منع الحمل..
إلى متى يستمر حال الأمة هكذا؟! صارالمسلم الآن لاينتظر إذا أصبح إلا خبرا مبكيا، أو موتا منسيا.. لاحول ولا قوة إلا بالله..
ثم بكى !.. بل اشتد بكاؤه.. وهو ينظر إلي.. ينتظر أن أشاركه النياحة!!..
أدخلت يدي في جيبي وناولته منديلا يمسح به بقية همه وغمه، ثم قلت له:
- خالد! لاتحزن إن الله معنا .. إن نصر الله قريب.. إي والله إنه قريب، وما يصيب أمة الاسلام الآن إلا آلام ماقبل الولادة.. نعم ولادة النصر والتمكين لهذا الدين
والدين منصور وممتحن فلا *** تعجب فهذي سنة الرحمن
واستمع إلى هذه البشائر:
قال تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [الصف:8-9]، وقال سبحانه: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون [الصافات:171-173]، وقال عز وجل: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:155].
فهذه كلها وعود جازمة بالنصر والتمكين، وعدنا بها من بيده ملك السماوات والأرض، وعدنا بها من قلوب العباد، وعقولهم، ونواصيهم، وقواتهم، وأسلحتهم، وتخطيطاتهم، بيده وحده لاشريك له.. فهل تنكر من ذلك شيئا؟..
ثم لا تنبهـر عينك من كثرة الكافرين وتألبهم على المسلمين، ولا تخش من أسلحتهم، وتطورهم، وظهورهم، فإن كيدهم مهما عظم فهو ضعيف: إنهم يكيدون كيدا، وأكيد كيدا، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا [الطارق:15-17]، نعم أمهلهم رويدا.. وقد يكون هذا الرويد سنة أو سنتين أو عشرأ أو عشرين أو ألفا.. لكنه رويد مهما طال، وهم مع اجتماعهم، واتفاقهم على حربنا، إلا أنهم والله يوشكون أن يختلفوا ويقتتلوا، ويكفي الله المؤمنين القتال تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى [الحشر:14].
واستمع إلى هذه البشائر:
عن تميم الداري رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { ليبلغن هذا الأمر مابلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الشرك } [أخرجه أحمد والحاكم، وصححه الألباني].
وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { تكون النبوة فيكم ماشاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، تكون ماشاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا، فتكون ماشاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة } [أخرجه أحمد، وصححه العرا قي، والألباني].
وعن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لايضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك } [رواه مسلم].
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { بشر هذه الأمة بالنساء، والنصر، والتمكين، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا؟ لم يكن له في الآخرة نصيب } [أخرجه أحمد، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني].
هل تعلم؟!! سوف نقاتل اليهود ! نعم اليهود، الذين نجري الآن وراءهم نستجديهم السلام ! سوف نقاتلهم، بل سوف نقتلهم، ويقاتلهم معنا كل شيء حتى الحجر والشجر!.
عن أي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبأ اليهودي من وراء الحجروالشجر! فيقول الحجرأو الشجر: يامسلم ! ياعبدالله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود } [رواه البخاري ومسلم].
وسوت نفتح مأرز النمرانية، ونسيطر على أرض الفاتيكان، سوف نملك "روما " ونحكمها بالاسلام، نعم.. النصارى الذي يرسمون الصلبان بالسكاكين على صدور المسلمين في كوسوفا، وقبلها في البوسنة، وقبلها في بقاع كثيرة.. سوف يؤدون لنا الجزية عن يد وهم صاغرون، إلا أن يدخلوا في الإسلام..
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال: { بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل: أي المديتتين تفتح أولا: أقسطنطينية، أم رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مدينة هرقل تفتح أولا، يعني القسطنطينية. } [أخرجه أحمد، والحاكم وصححه ووافقه ا لذهبي، والألباني].
وهناك بشائر أخرى، منها:
أن دين الاسلام: هو الدين الذي يتوافق مع فطرة الأنسان، ويكفل له سعادتي الدنيا والاخرة، ولايمكن أن يعيش الناس في أمن وسعادة في ظل دين آخر..
جرائم الاغتصاب، والسرقة، والقتل، بل والتفكك الأسري، والأمراض النفسية، كلها في إزدياد يوما بعد يوم في أكثر البلاد تطورا وحضارة، ولماذا؟ لأن أديانهم الباطلة والمحرفة لم تفلح في تعليق قلوبهم بالآخرة..
في أمريكا: في عام 1997: أصبح الذين لديهم خبرة في الأجرام بمختلف أنواعه 8، 34 مليون، منهم 74% جرائمهم كبيرة جدا!! ومن كل: 1000 شخص، تم القبض على: 199 سارقا !! [تم استخراج هذه المعلومات، وما بعدها، من إدارة الاحصاءات الأمريكية]
ووصل معدل الجريمة خلال عام واحد الى 25. 14 مليون جريمة!!
وبلغت نسبة الطلاق 60% من عدد الزيجات!!
ويغتصب يوميا 1900 فتاة!! 20% منهن يغتصبن من قبل آبائهن!!
فهل تظن أن مجتمعا مثل هذا يظل منصررا متمكنا؟!: فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا [مريم:84].
ومن البشائر: مانشاهده يوما بعد يوم في بلاد الإسلام، من إقبال الناس على التمسك بالدين، والاهتمام بأحكامه، بل وفي غير بلاد الاسلام نرى، ازياد الداخلين في الإسلام.
أما مانشاهده اليوم من اضطهاد، وقتل، وتشريد للمسلمين،فهو لايعني أن الأمة سيستمر حالها هكذا، لا، بل سيأتي يوم ينتصر فيه الاسلام، وعندما يأتي ذلك اليوم، فماذا يعني عمر جيل من البشر؟ أو أجيال؟ النصر قادم.. ليس المهم متى سيأتي النصر، لكن المهم أنه سيأتي، مهما وقع من المصائب والآلام.. سيأتي وكان حقا عليا نصر المؤمنين [الروم:47].
ولو قلبت صفحات التاريخ، لرأيت أنه قد حل بالمسلمين في أزمان مضت، مذابح، ومصائب، تشيب منها مفارق الولدان!! ثم لما حاسب المسلمون أنفسهم، ولجئوا إلى ربهم، كشف الله كربتهم، وأبدل خوفهم أمنا، وذلهم عزا..
ومن ذلك: ماحل بالمسلمين عام 656 هـ لما نزل التتار ببلاد الاسلام، وانتهبوها، حتى وصلوا إلى بغداد- عاصمة الخلافة وقتئذ- فحاصروها، ثم قتلوا الخليفة، وجنده، وحاشيته، وستباحوا بغداد أربعين يوما يقتلون ما نالته أيديهم من الرجال والنساء والصبيان.. لم يكن لجنود التتار شغل إلا: القتل.. القتل..
أتدري كم قتل من المسلمين خلال أربعين يوما؟ ذبحا بالسكاكين، وطعنا بالرماح، وتغريقا في دجلة؟!
إليك ماذكره الإمام ابن كثير في تاريخه، واصفا الحال، كله، قال رحمه الله:
"ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال، والنساء، والولدان، والمشا يخ، والكهول، والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار، وأماكن الحشوش، وقنى الوسخ، ومكثوا كذلك أياما لايظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات، ويغلقون عليهم الأبواب، فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، فيهرب الناس إلى السطوح، فيقتلونهم هناك حتى جرت الميازيب بالدماء في الأزقة!!
وقتل خلال الأربعين يوما ألف ألف وثمانمائة ألف!! فإنا لله وإنا إليه راجعون.. وكان الرجل يستدعى فيخرج بأولاده ونسائه فيساقون إلى المقبرة ثم يذبحون ذبح الشياه، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه..
ولما انقضت الأربعون خرج التتار من بغداد، وبقيت خاوية على عروشها، القتلى قي الطرقات كالتلال، وسقط عليهم المطر فأنتوا، وتغير الهواء، ووقع بسبب ذلك وباء مات بسببه خلق في الشام من سريان الهواء الفاسد إليهم!!
أما من كان مختبئا في المقابر وغيرها ، فخرجوا بعد الأربعين يوما كأنهم موتى نشروا من قبورهم.. قد أنكر بعضهم بعضا.. لايعرف الوالد ولده.. ولا الأخ أخاه.. فلم يلبثوا أن أصابهم الوباء فتصرعوا، ولحقوا بمن مضى، واجتمعوا تحت الثرى، بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى" ا. هـ [ج 215/13 بتصرف].
وبعد هذه المحنة العظيمة، كشف الله تعالى الكربة، ورفع البلاء، وراجع المسلمون دينهم، وعاد لهم عزهم ومجدهم: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفو عن كثير [الشورى:30].
ووقوع ذلك البلا عليهم، بل ووقوع غيره قبله وبعده إلى زماننا هذا، لايعني أن الله تعالى يبغض المسلمين، أو يفضل عليهم الكافرين، ولكن قل هو من عند أنفسكم [آل عمران:165]، إن الله لا يغير ما بقومحتى يغيروا ما بانفسهم [الرعد:11].
ولعله يسأل سائل فيقول: كيف يكون المستقبل للإسلام؟ والأعداء قد اجتمعوا عليه وتكالبوا من كل جهة؟ وقد سلطوا عذابهم ونيرانهم على المسلمين عامة، وعلى الدعاة إليه والمتمسكين به خاصة؟ كيف والأعداء يملكون القنابل النووية، والأسلحة الفتاكة، والمسلمرن عزل من السلاح؟
إن هذا السائل لينسى: أن الذى ينصر المسلمين هو الله - جل شأنه - لاجهدهم ولا قوتهم: قاتلوهم يعذبهم اللة بأيديكم [التوبة:14]، فالمسلمون سبب لتحقيق قدر الله وإرادته: فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى [الأنفال:17].
وينسى هذا السائل: أن الله يسبح له من في السموات ومن في الأرض، ومما يسبح له قنابل هؤلاء وأسلحتهم وسجونهم ومعتقلاتهم.
وينسى هذا الساثل: أن الله إذا أراد أمرا، فإنما يقول له: كن، فيكون: وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر [القمر:50].
وينسى هذا السائل: أن الأعداء وصلوا إلى هذا المستوى الهائل من القوة والتمكين، بجهدهم البشري، وهو ليس حكرا على أحد، فالمسلمون قادرون على أن يسيروا في طريق التقدم العلمي والمادي مع المحافظة على الأصول الأسلامية، بل يمكن أن يبدءوا من حيث انتهى غيرهم، بل لو وقفت فاحصا عن العقول التي شاركت في صنع هذه القنابل والأسلحة المتطورة لوجدتها لاتخلوا من عقول إسلامية.
وينسى هذا السائل: أن الاسلام الذي انتصر - أول ما ظهر - على الرغم من كيد قريش واليهود ومشركي العرب، بل بالرغم من كيد فارس والررم، والصليبيين والتتار، هو الذي تواجهه الآن القوى المختلفة المتنازعة فيما بينها، من النصارى واليهود، كتب اللة لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزير [المجادلة:21]، وصدق الله إذ يقول: وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ، وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ، وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [هود:121-123].
ولكن هناك أمور لابد أن نراعيها لنستجلب النصر:
أولها: أن نصلح حالنا مع ربنا جل جلاله، وأهم ذلك أن نخلص التوحيد له وحده سبحانه، ونتخلص من جميع صور الشرك، كدعاء غير الله، أو الاستعانة بغير الله، أو تعظيم القبور وبناء المساجد عليها، أو الحلف بغير الله، أو غير ذلك من صور الشرك.
ثانياً: أن نقوي علاقتنا بالله عز وجل، وأول ذلك أن نحرص على إقامة الصلوات الخمس، مع ما استطعنا من النوافل، مع الاكثار من تلاوة القرآن والذكر.
ثالثاً: أن نحاسب أنفسنا: لماذا وقعت علينا هذه العقوبات؟إذ كيف ينصرنا الله ونحن نعصيه بأسماعنا وأبصارنا؟ ثم: هل ربينا أولادنا على الاسلام؟ هل علمناهم الصلاة؟ هل حفظناهم ا لقرآن؟ هل حجبنا نساءنا؟ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذاقل هو من عند أنفسكم [آل عمران:165].
رابعاً: أن يبذل كل واحد منا مايستطيع من جهود: مالية، وبدنية وفكرية، لنشر الخير، ودعوة المسلمين جميعا.. مهما كلفنا ذلك، ومهما بذلنا من جهد ووقت ومال، فإن هذا قليل في سبيل انتصار الدين وظهوره..
انظر ! كم يبذل الأعداء من جهود وأموال في سبيل إضلال المسلمين، وتغييبهم عن واقعهم، من خلال مجلات ماجنة، أو قنوات هابطة، أو من خلال دعوات صريحة إلى التبرؤ من الاسلام، واستبداله بالنصرانية أو العلمانية اللادينية!! والله لو بذلنا نصف ما يبذلون لتغيرت أحوال لعالم كله، فـ ياليت قومي يعلمون .
خامساً: أنه مهما طال أمد انتظار النصر فلا ينبغي أن نيئس من حصوله، عن خباب رضىالله عنه قال: { أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - ولقد لقينا من المشركين شدة - فقلت: يارسول الله، ألا تدعوا الله لنا؟! فقعد وهو محمر وجهه، فقال: لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أو عصب مايصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه، فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت مايخاف إلا الله } [رواه البخاري].
سادساً: أن نزرع في نفوس الناس الثقة بهذا الدين وإنتصاره، وننشر بينهم النصوص الشرعية، والدلاثل الواقعية التي تؤكد ذلك.
سابعاً: لاينبغي أن نستمع إلى المخذلين، وضعفاء الأيمـان، الذبن استسلموا لأعدائهم، وأعطوهم قيادهم، وأيبسوا من رحمة الله ونصره وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا [الأحزاب:12] هذا حال المنافقين، أما المؤمنون فإنهم ولما رآى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا اللة ورسوله وصدق اللة ورسوله وما زادهم إلا ايماناً وتسليماً [الأحزاب:22].
أسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته.. آمين.
اللـهم تـقبـل منـا اٍنك أنت السميـع العـليم .. وتُب علينا اٍنك أنت التواب الرحيم .. وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهـم أحـسِـن عاقبتنا في الأمـور كلـها .. وأجـرِنا من خِـزي الدنيا وعـذاب الآخـرة .. اللهـم اٍنا
نسألك اٍيمانـًا كاملاً .. ويقـينـًا صادقـًا .. وقـلبًا خاشعًا ..ولسانًا ذاكرًا ..وتوبة نصوحة .. وتوبة
قبل الموت .. وراحة عند الموت .. والعـفـو عـند الحساب .. ونسألك الجنةَ ونعـيمَها .. ونعـوذ
بك من النار .. يارب العـالمين.
اللـهم اٍنا نسألـُك موجباتِ رحمتـِك .. وعـزائمَ مغـفرتك .. والغـنيمةَ من كل بـِر .. والسلامة من كل
اٍثم .. والفوزَ بالجنة.. والنجاة من النـار .. يا ذا الجلال والاكـرام.
اللهم اغـفـر لنا ذنوبنا .. ووسـّع لنا خُـلُــقـنا .. وطيّب لنا كسـبنا .. وقنـِّعـنا بما رزقـتنا .. ولا تـذهِب
قـلوبـَـنا اٍلى شيء ٍ صرفـتَـه عـنـّـا.
اللـهُم اٍنا نعـوذ بك أن نَضِـل أو نـُضَـل .. أو نَـزِل أو نُــزَل .. أو نَجهـل أو يُجهَل علينا .. أو
نظـلِم أو نـُـظـلم .
اللهُـم اٍنا نسألك عـيشةً نقـيةً .. وميتةً سويةً .. ومـَرَداً غـير مخـزٍ ولا فـاضِـح.
اللـهم رضِـّنا بما قضيت لنا .. وعافنا فيما أبقـيت .. حتى لا نُحِب تعجـيلَ ما أخّـرت .. ولا تأخير
ما عجّـلت.
اللـهُم اٍنا نعـوذ ُ بك من زوال نعـمتِك .. وتحـوّل عافيتـِك .. وفَجأةِ نِقـمتـِك .. وجميعِ سَخطـِك.
اللـهم اٍنا نعـوذ ُ بك من يومِ السوء .. ومن ليلةِ السوء .. ومن ساعةِ السوء .. ومن صاحبِ
السوء .. ومن جـار السوء في دار المـُقـامة.
اللـهم اٍنـا عـبيدُك .. بنوعبيدك ..بنو اٍمائك .. نواصِـينا بيدك .. ماضٍ فـينا حُكمك .. عـدلٌ
فينا قضاؤك .. نسألك بكلِ اسم هـو لك .. سمّيتَ به نفـسَـك .. أو أنزلتـَهُ في كتابك .. أو
عـلّمته أحـداً من خلقـِك .. أو استأثرت به في عـِلم الغـيبِ عندك .. أن تجعـل القرآن ربيعَ
قلوبنا .. ونورَ صدورنا ..وجَلاء حُـزننا .. وذهاب هـمِنا وغـمِنا .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحـبه وسـلم.
!.. أولسنا على الحق وأعداؤنا على الباطل؟ قلت: بلى!!
- أولسنا في صف الرحمن، وهم في صف الشيطان؟ قلت: بلى!!.
- أولسنا ندعو إلى الفضيلة وهم يدعون إلى الرذيلة؟ أولسنا مسالمين لا نعتدي ولا نظلم وهم السفاحون الخونة؟.. قلت: بلى.. بلى !!
- فلماذا لا ينصرنا الله عليهم؟ لماذا نبقى في اضطهاد وتشريد؟.. أكاد أجن ! بل لو جاز قتل النفس لفعلت، مانفيق من ألم
صفعة إلا تتبعها أخرى! من الاعتداء على فلسطين وعلى أفغانستان إلى مذابح العراق و كشمير، وهدم المساجد في الهند، و.. و.. وآلام وويلات في بلاد الإسلام، حتى بلغنا من الذل أن ذبحنا ذبح الشياه في البوسنة والهرسك، ثم في كوسوفا..ثم في العراق وتايلاند ووو ...... ولاندري أين يكون الجرح القادم..
أطفال يتامى.. نساء أرامل.. فتيات يحملن في أحشائهن أبناء المعتدين ! لم يستطعن أن يحصلن ولو على حبوب منع الحمل..
إلى متى يستمر حال الأمة هكذا؟! صارالمسلم الآن لاينتظر إذا أصبح إلا خبرا مبكيا، أو موتا منسيا.. لاحول ولا قوة إلا بالله..
ثم بكى !.. بل اشتد بكاؤه.. وهو ينظر إلي.. ينتظر أن أشاركه النياحة!!..
أدخلت يدي في جيبي وناولته منديلا يمسح به بقية همه وغمه، ثم قلت له:
- خالد! لاتحزن إن الله معنا .. إن نصر الله قريب.. إي والله إنه قريب، وما يصيب أمة الاسلام الآن إلا آلام ماقبل الولادة.. نعم ولادة النصر والتمكين لهذا الدين
والدين منصور وممتحن فلا *** تعجب فهذي سنة الرحمن
واستمع إلى هذه البشائر:
قال تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [الصف:8-9]، وقال سبحانه: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون [الصافات:171-173]، وقال عز وجل: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:155].
فهذه كلها وعود جازمة بالنصر والتمكين، وعدنا بها من بيده ملك السماوات والأرض، وعدنا بها من قلوب العباد، وعقولهم، ونواصيهم، وقواتهم، وأسلحتهم، وتخطيطاتهم، بيده وحده لاشريك له.. فهل تنكر من ذلك شيئا؟..
ثم لا تنبهـر عينك من كثرة الكافرين وتألبهم على المسلمين، ولا تخش من أسلحتهم، وتطورهم، وظهورهم، فإن كيدهم مهما عظم فهو ضعيف: إنهم يكيدون كيدا، وأكيد كيدا، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا [الطارق:15-17]، نعم أمهلهم رويدا.. وقد يكون هذا الرويد سنة أو سنتين أو عشرأ أو عشرين أو ألفا.. لكنه رويد مهما طال، وهم مع اجتماعهم، واتفاقهم على حربنا، إلا أنهم والله يوشكون أن يختلفوا ويقتتلوا، ويكفي الله المؤمنين القتال تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى [الحشر:14].
واستمع إلى هذه البشائر:
عن تميم الداري رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { ليبلغن هذا الأمر مابلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الشرك } [أخرجه أحمد والحاكم، وصححه الألباني].
وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { تكون النبوة فيكم ماشاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، تكون ماشاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا، فتكون ماشاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة } [أخرجه أحمد، وصححه العرا قي، والألباني].
وعن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لايضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك } [رواه مسلم].
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { بشر هذه الأمة بالنساء، والنصر، والتمكين، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا؟ لم يكن له في الآخرة نصيب } [أخرجه أحمد، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني].
هل تعلم؟!! سوف نقاتل اليهود ! نعم اليهود، الذين نجري الآن وراءهم نستجديهم السلام ! سوف نقاتلهم، بل سوف نقتلهم، ويقاتلهم معنا كل شيء حتى الحجر والشجر!.
عن أي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبأ اليهودي من وراء الحجروالشجر! فيقول الحجرأو الشجر: يامسلم ! ياعبدالله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود } [رواه البخاري ومسلم].
وسوت نفتح مأرز النمرانية، ونسيطر على أرض الفاتيكان، سوف نملك "روما " ونحكمها بالاسلام، نعم.. النصارى الذي يرسمون الصلبان بالسكاكين على صدور المسلمين في كوسوفا، وقبلها في البوسنة، وقبلها في بقاع كثيرة.. سوف يؤدون لنا الجزية عن يد وهم صاغرون، إلا أن يدخلوا في الإسلام..
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال: { بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل: أي المديتتين تفتح أولا: أقسطنطينية، أم رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مدينة هرقل تفتح أولا، يعني القسطنطينية. } [أخرجه أحمد، والحاكم وصححه ووافقه ا لذهبي، والألباني].
وهناك بشائر أخرى، منها:
أن دين الاسلام: هو الدين الذي يتوافق مع فطرة الأنسان، ويكفل له سعادتي الدنيا والاخرة، ولايمكن أن يعيش الناس في أمن وسعادة في ظل دين آخر..
جرائم الاغتصاب، والسرقة، والقتل، بل والتفكك الأسري، والأمراض النفسية، كلها في إزدياد يوما بعد يوم في أكثر البلاد تطورا وحضارة، ولماذا؟ لأن أديانهم الباطلة والمحرفة لم تفلح في تعليق قلوبهم بالآخرة..
في أمريكا: في عام 1997: أصبح الذين لديهم خبرة في الأجرام بمختلف أنواعه 8، 34 مليون، منهم 74% جرائمهم كبيرة جدا!! ومن كل: 1000 شخص، تم القبض على: 199 سارقا !! [تم استخراج هذه المعلومات، وما بعدها، من إدارة الاحصاءات الأمريكية]
ووصل معدل الجريمة خلال عام واحد الى 25. 14 مليون جريمة!!
وبلغت نسبة الطلاق 60% من عدد الزيجات!!
ويغتصب يوميا 1900 فتاة!! 20% منهن يغتصبن من قبل آبائهن!!
فهل تظن أن مجتمعا مثل هذا يظل منصررا متمكنا؟!: فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا [مريم:84].
ومن البشائر: مانشاهده يوما بعد يوم في بلاد الإسلام، من إقبال الناس على التمسك بالدين، والاهتمام بأحكامه، بل وفي غير بلاد الاسلام نرى، ازياد الداخلين في الإسلام.
أما مانشاهده اليوم من اضطهاد، وقتل، وتشريد للمسلمين،فهو لايعني أن الأمة سيستمر حالها هكذا، لا، بل سيأتي يوم ينتصر فيه الاسلام، وعندما يأتي ذلك اليوم، فماذا يعني عمر جيل من البشر؟ أو أجيال؟ النصر قادم.. ليس المهم متى سيأتي النصر، لكن المهم أنه سيأتي، مهما وقع من المصائب والآلام.. سيأتي وكان حقا عليا نصر المؤمنين [الروم:47].
ولو قلبت صفحات التاريخ، لرأيت أنه قد حل بالمسلمين في أزمان مضت، مذابح، ومصائب، تشيب منها مفارق الولدان!! ثم لما حاسب المسلمون أنفسهم، ولجئوا إلى ربهم، كشف الله كربتهم، وأبدل خوفهم أمنا، وذلهم عزا..
ومن ذلك: ماحل بالمسلمين عام 656 هـ لما نزل التتار ببلاد الاسلام، وانتهبوها، حتى وصلوا إلى بغداد- عاصمة الخلافة وقتئذ- فحاصروها، ثم قتلوا الخليفة، وجنده، وحاشيته، وستباحوا بغداد أربعين يوما يقتلون ما نالته أيديهم من الرجال والنساء والصبيان.. لم يكن لجنود التتار شغل إلا: القتل.. القتل..
أتدري كم قتل من المسلمين خلال أربعين يوما؟ ذبحا بالسكاكين، وطعنا بالرماح، وتغريقا في دجلة؟!
إليك ماذكره الإمام ابن كثير في تاريخه، واصفا الحال، كله، قال رحمه الله:
"ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال، والنساء، والولدان، والمشا يخ، والكهول، والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار، وأماكن الحشوش، وقنى الوسخ، ومكثوا كذلك أياما لايظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات، ويغلقون عليهم الأبواب، فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، فيهرب الناس إلى السطوح، فيقتلونهم هناك حتى جرت الميازيب بالدماء في الأزقة!!
وقتل خلال الأربعين يوما ألف ألف وثمانمائة ألف!! فإنا لله وإنا إليه راجعون.. وكان الرجل يستدعى فيخرج بأولاده ونسائه فيساقون إلى المقبرة ثم يذبحون ذبح الشياه، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه..
ولما انقضت الأربعون خرج التتار من بغداد، وبقيت خاوية على عروشها، القتلى قي الطرقات كالتلال، وسقط عليهم المطر فأنتوا، وتغير الهواء، ووقع بسبب ذلك وباء مات بسببه خلق في الشام من سريان الهواء الفاسد إليهم!!
أما من كان مختبئا في المقابر وغيرها ، فخرجوا بعد الأربعين يوما كأنهم موتى نشروا من قبورهم.. قد أنكر بعضهم بعضا.. لايعرف الوالد ولده.. ولا الأخ أخاه.. فلم يلبثوا أن أصابهم الوباء فتصرعوا، ولحقوا بمن مضى، واجتمعوا تحت الثرى، بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى" ا. هـ [ج 215/13 بتصرف].
وبعد هذه المحنة العظيمة، كشف الله تعالى الكربة، ورفع البلاء، وراجع المسلمون دينهم، وعاد لهم عزهم ومجدهم: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفو عن كثير [الشورى:30].
ووقوع ذلك البلا عليهم، بل ووقوع غيره قبله وبعده إلى زماننا هذا، لايعني أن الله تعالى يبغض المسلمين، أو يفضل عليهم الكافرين، ولكن قل هو من عند أنفسكم [آل عمران:165]، إن الله لا يغير ما بقومحتى يغيروا ما بانفسهم [الرعد:11].
ولعله يسأل سائل فيقول: كيف يكون المستقبل للإسلام؟ والأعداء قد اجتمعوا عليه وتكالبوا من كل جهة؟ وقد سلطوا عذابهم ونيرانهم على المسلمين عامة، وعلى الدعاة إليه والمتمسكين به خاصة؟ كيف والأعداء يملكون القنابل النووية، والأسلحة الفتاكة، والمسلمرن عزل من السلاح؟
إن هذا السائل لينسى: أن الذى ينصر المسلمين هو الله - جل شأنه - لاجهدهم ولا قوتهم: قاتلوهم يعذبهم اللة بأيديكم [التوبة:14]، فالمسلمون سبب لتحقيق قدر الله وإرادته: فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى [الأنفال:17].
وينسى هذا السائل: أن الله يسبح له من في السموات ومن في الأرض، ومما يسبح له قنابل هؤلاء وأسلحتهم وسجونهم ومعتقلاتهم.
وينسى هذا الساثل: أن الله إذا أراد أمرا، فإنما يقول له: كن، فيكون: وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر [القمر:50].
وينسى هذا السائل: أن الأعداء وصلوا إلى هذا المستوى الهائل من القوة والتمكين، بجهدهم البشري، وهو ليس حكرا على أحد، فالمسلمون قادرون على أن يسيروا في طريق التقدم العلمي والمادي مع المحافظة على الأصول الأسلامية، بل يمكن أن يبدءوا من حيث انتهى غيرهم، بل لو وقفت فاحصا عن العقول التي شاركت في صنع هذه القنابل والأسلحة المتطورة لوجدتها لاتخلوا من عقول إسلامية.
وينسى هذا السائل: أن الاسلام الذي انتصر - أول ما ظهر - على الرغم من كيد قريش واليهود ومشركي العرب، بل بالرغم من كيد فارس والررم، والصليبيين والتتار، هو الذي تواجهه الآن القوى المختلفة المتنازعة فيما بينها، من النصارى واليهود، كتب اللة لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزير [المجادلة:21]، وصدق الله إذ يقول: وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ، وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ، وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [هود:121-123].
ولكن هناك أمور لابد أن نراعيها لنستجلب النصر:
أولها: أن نصلح حالنا مع ربنا جل جلاله، وأهم ذلك أن نخلص التوحيد له وحده سبحانه، ونتخلص من جميع صور الشرك، كدعاء غير الله، أو الاستعانة بغير الله، أو تعظيم القبور وبناء المساجد عليها، أو الحلف بغير الله، أو غير ذلك من صور الشرك.
ثانياً: أن نقوي علاقتنا بالله عز وجل، وأول ذلك أن نحرص على إقامة الصلوات الخمس، مع ما استطعنا من النوافل، مع الاكثار من تلاوة القرآن والذكر.
ثالثاً: أن نحاسب أنفسنا: لماذا وقعت علينا هذه العقوبات؟إذ كيف ينصرنا الله ونحن نعصيه بأسماعنا وأبصارنا؟ ثم: هل ربينا أولادنا على الاسلام؟ هل علمناهم الصلاة؟ هل حفظناهم ا لقرآن؟ هل حجبنا نساءنا؟ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذاقل هو من عند أنفسكم [آل عمران:165].
رابعاً: أن يبذل كل واحد منا مايستطيع من جهود: مالية، وبدنية وفكرية، لنشر الخير، ودعوة المسلمين جميعا.. مهما كلفنا ذلك، ومهما بذلنا من جهد ووقت ومال، فإن هذا قليل في سبيل انتصار الدين وظهوره..
انظر ! كم يبذل الأعداء من جهود وأموال في سبيل إضلال المسلمين، وتغييبهم عن واقعهم، من خلال مجلات ماجنة، أو قنوات هابطة، أو من خلال دعوات صريحة إلى التبرؤ من الاسلام، واستبداله بالنصرانية أو العلمانية اللادينية!! والله لو بذلنا نصف ما يبذلون لتغيرت أحوال لعالم كله، فـ ياليت قومي يعلمون .
خامساً: أنه مهما طال أمد انتظار النصر فلا ينبغي أن نيئس من حصوله، عن خباب رضىالله عنه قال: { أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - ولقد لقينا من المشركين شدة - فقلت: يارسول الله، ألا تدعوا الله لنا؟! فقعد وهو محمر وجهه، فقال: لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أو عصب مايصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه، فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت مايخاف إلا الله } [رواه البخاري].
سادساً: أن نزرع في نفوس الناس الثقة بهذا الدين وإنتصاره، وننشر بينهم النصوص الشرعية، والدلاثل الواقعية التي تؤكد ذلك.
سابعاً: لاينبغي أن نستمع إلى المخذلين، وضعفاء الأيمـان، الذبن استسلموا لأعدائهم، وأعطوهم قيادهم، وأيبسوا من رحمة الله ونصره وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا [الأحزاب:12] هذا حال المنافقين، أما المؤمنون فإنهم ولما رآى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا اللة ورسوله وصدق اللة ورسوله وما زادهم إلا ايماناً وتسليماً [الأحزاب:22].
أسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته.. آمين.
اللـهم تـقبـل منـا اٍنك أنت السميـع العـليم .. وتُب علينا اٍنك أنت التواب الرحيم .. وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهـم أحـسِـن عاقبتنا في الأمـور كلـها .. وأجـرِنا من خِـزي الدنيا وعـذاب الآخـرة .. اللهـم اٍنا
نسألك اٍيمانـًا كاملاً .. ويقـينـًا صادقـًا .. وقـلبًا خاشعًا ..ولسانًا ذاكرًا ..وتوبة نصوحة .. وتوبة
قبل الموت .. وراحة عند الموت .. والعـفـو عـند الحساب .. ونسألك الجنةَ ونعـيمَها .. ونعـوذ
بك من النار .. يارب العـالمين.
اللـهم اٍنا نسألـُك موجباتِ رحمتـِك .. وعـزائمَ مغـفرتك .. والغـنيمةَ من كل بـِر .. والسلامة من كل
اٍثم .. والفوزَ بالجنة.. والنجاة من النـار .. يا ذا الجلال والاكـرام.
اللهم اغـفـر لنا ذنوبنا .. ووسـّع لنا خُـلُــقـنا .. وطيّب لنا كسـبنا .. وقنـِّعـنا بما رزقـتنا .. ولا تـذهِب
قـلوبـَـنا اٍلى شيء ٍ صرفـتَـه عـنـّـا.
اللـهُم اٍنا نعـوذ بك أن نَضِـل أو نـُضَـل .. أو نَـزِل أو نُــزَل .. أو نَجهـل أو يُجهَل علينا .. أو
نظـلِم أو نـُـظـلم .
اللهُـم اٍنا نسألك عـيشةً نقـيةً .. وميتةً سويةً .. ومـَرَداً غـير مخـزٍ ولا فـاضِـح.
اللـهم رضِـّنا بما قضيت لنا .. وعافنا فيما أبقـيت .. حتى لا نُحِب تعجـيلَ ما أخّـرت .. ولا تأخير
ما عجّـلت.
اللـهُم اٍنا نعـوذ ُ بك من زوال نعـمتِك .. وتحـوّل عافيتـِك .. وفَجأةِ نِقـمتـِك .. وجميعِ سَخطـِك.
اللـهم اٍنا نعـوذ ُ بك من يومِ السوء .. ومن ليلةِ السوء .. ومن ساعةِ السوء .. ومن صاحبِ
السوء .. ومن جـار السوء في دار المـُقـامة.
اللـهم اٍنـا عـبيدُك .. بنوعبيدك ..بنو اٍمائك .. نواصِـينا بيدك .. ماضٍ فـينا حُكمك .. عـدلٌ
فينا قضاؤك .. نسألك بكلِ اسم هـو لك .. سمّيتَ به نفـسَـك .. أو أنزلتـَهُ في كتابك .. أو
عـلّمته أحـداً من خلقـِك .. أو استأثرت به في عـِلم الغـيبِ عندك .. أن تجعـل القرآن ربيعَ
قلوبنا .. ونورَ صدورنا ..وجَلاء حُـزننا .. وذهاب هـمِنا وغـمِنا .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحـبه وسـلم.
Mer 1 Nov 2017 - 16:41 par يونس بوعرفة
» تعلم HTML وCSS وPHP في موقع واحد باللغة الفرنسية وبالله التوفيق للجميع
Mar 5 Avr 2016 - 15:35 par يونس بوعرفة
» Vous trouverez des explications concernant les fonctions les plus couramment utilisées dans Excel
Lun 20 Juil 2015 - 17:57 par يونس بوعرفة
» أحـكـام تـخـص الـصـيـام يـحـتـاجـها كـل مـسـلـم : الـسـحـور
Lun 30 Mar 2015 - 10:31 par يونس بوعرفة
» كتاب حول التهيئة العمرانية
Dim 7 Sep 2014 - 22:54 par abdou62
» le meilleur de la maintenance des installations industrielles
Lun 25 Aoû 2014 - 6:09 par elbatel
» قناة LES TEACHERS DU NET على YouTube لتعلم لغة الJAVA
Lun 11 Aoû 2014 - 15:43 par يونس بوعرفة
» تعلم بعض برامج Office باللغة الفرنسية مثل Word,Excel,Access,PowerPoint
Jeu 27 Fév 2014 - 10:32 par يونس بوعرفة
» دستور حياتك الشخصى
Lun 17 Fév 2014 - 12:02 par يونس بوعرفة
» للانخراط في الهيئة الوطنية للتقنيين بالمغرب آخر المستجدات التي تهم جميع التقنيات والتقنيين بالمغرب
Dim 9 Fév 2014 - 15:11 par Tech1
» قوانين و شروط منتدى التقنيين و التقنيات المغاربة
Dim 9 Fév 2014 - 15:04 par Tech1
» عرفنا بنفسك - تخصصك - مركزك
Mar 14 Jan 2014 - 13:03 par imad
» موقع جيد لتعلم برنامج Excel حظ سعيد للجميع
Mar 10 Sep 2013 - 11:10 par يونس بوعرفة
» موقع جميل لتعلم لغة SQL حظ سعيد للجميع
Mar 10 Sep 2013 - 11:07 par يونس بوعرفة
» مفاجاة (كتاب صناعة القائد لدكتور طارق السويدان PDF)
Lun 11 Mar 2013 - 14:08 par driss bouayach
» NOUVEAU PROGRAMME : AUTOFLUID 2009
Mar 25 Sep 2012 - 9:44 par STS]ThomasG]
» est ce que avec une licence professionnelle on changer de statut
Ven 17 Aoû 2012 - 12:55 par kentssi
» صور حركية لعشرة تمارين تفيد في التخلص من الكرش
Sam 19 Mai 2012 - 21:44 par marouenov
» la plomberie
Sam 12 Mai 2012 - 11:55 par ElbazProfIslam
» كتب مهمة خاصة بتخصص دهن و طلاء
Sam 12 Mai 2012 - 11:27 par ElbazProfIslam
» الشامل في الطبوغرافيا بالفرنسية -جزء 01-
Sam 12 Mai 2012 - 11:15 par ElbazProfIslam
» Fondation_d'immeuble
Sam 12 Mai 2012 - 11:06 par ElbazProfIslam
» calcul RDM en excel
Sam 12 Mai 2012 - 11:02 par ElbazProfIslam
» cour algorithme
Mar 17 Avr 2012 - 18:23 par يونس بوعرفة
» تحميل كتاب نادر جدا Le grand livre de l'électricité
Mer 25 Jan 2012 - 10:40 par last abdel
» تصفح أشهر الصحف العربيه من خلال منتدى التقنيين و التقنيات المغاربة
Mar 17 Jan 2012 - 10:46 par economaroc
» un site très riche pour les gens d'informatique
Dim 15 Jan 2012 - 19:09 par said
» روابط ل مئات الكتب بالعربية
Sam 14 Jan 2012 - 21:19 par حميمش محمد
» Allplan 2005 Architecture
Jeu 12 Jan 2012 - 23:52 par abdelkrim katmane
» كتب متنوعة très très très importants
Sam 7 Jan 2012 - 9:50 par marrah
» امتحانات الكفائة المهنية للتقنيين من الدرجة الثالثة
Sam 24 Déc 2011 - 16:45 par أبو إلياس
» كيفية بناء منزلك
Mer 14 Déc 2011 - 1:11 par tecsimo75
» تعلم دروس برامج الطرز بالكمبيوتر
Dim 20 Nov 2011 - 18:50 par jaghar mohamed
» نصائح.. تقودك لطريق العبقرية
Jeu 10 Nov 2011 - 18:48 par atlasaziz
» eIntéressante bibliothèque à votre disposition. bibilothèque scientifique numérique marocain
Jeu 3 Nov 2011 - 12:41 par hicham
» طلب دروس تقني في تربية المواشي تخصص ابقار اغنام من الفوارات
Mar 18 Oct 2011 - 15:00 par بوشعيب دحاني
» إخبار مهم لجميع التقنيين بالمغرب واستشارة بخصوص عقد لقاء وطني للتقنيين بالمغرب
Ven 14 Oct 2011 - 15:53 par said harbili
» كتاب مهم في المراسلات الادارية الاجتماعية والتجارية
Dim 9 Oct 2011 - 3:21 par namadij
» اضافة ركن جديد خاص بكل تخصص حتى تعم الفائدة اكثر خصوصا لموظفي الجماعات المحلية
Sam 8 Oct 2011 - 21:07 par said
» اول دليل شامل للمواقع الهندسية / موقع أكثر من رائع
Ven 7 Oct 2011 - 19:52 par tecsimo75
» الشامل في الطبوغرافيا - بالفرنسية - الجزء2
Ven 7 Oct 2011 - 17:24 par rafaa11
» طلب دروس التكوين المهني
Jeu 6 Oct 2011 - 0:08 par saadibader
» Educatel formation à distance
Sam 24 Sep 2011 - 17:27 par said
» Ouverture des inscriptions aux Mastères de l'ENSEM / cours des soirs
Sam 24 Sep 2011 - 17:25 par said
» عنوان الكتاب Electricité domestique لن تندموا باذن الله
Mer 21 Sep 2011 - 10:00 par marouenov
» مجلة مجتمع لينوكس العربي العدد8
Lun 19 Sep 2011 - 16:15 par ccna
» صناعة الفكر ( السيطرة على الآخرين) لجمال الهميلي
Mer 14 Sep 2011 - 23:11 par said
» بيـــــــــــــان اللجنة الوطنية للتقنيين
Lun 5 Sep 2011 - 11:47 par dromado
» تصميم الأنظمة الكهربائية للمباني للمبتدئي
Jeu 11 Aoû 2011 - 14:27 par BADREDDINE
» كتاب المفيد في الخرسانة . . . كتاب المفيد في الخرسانة
Sam 6 Aoû 2011 - 18:31 par أبو إلياس