علماء ومفكرون وأكاديميون من المغرب الأقصى يجرمون الفعل الصهيوني والصمت العربي والدولي

علماء ومفكرون وأكاديميون من المغرب الأقصى يجرمون الفعل الصهيوني والصمت العربي والدولي
بقلق شديد، نتابع، نحن علماء ومفكرين وأكاديميين من المغرب الأقصى، تواصل الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان التي يمارسها الكيان الصهيوني باستمراره في تنفيذ مخططاته العدوانية الرامية إلى تهويد القدس وطمس وضم المقدسات والآثار الإسلامية في الأراضي العربية المحتلة بفلسطين، والتمادي في سياسة اغتصاب الأراضي والاجهاز على الحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الفلسطيني ومواصلة حصار وتجويع أهالي قطاع غزة.

إنه وأمام فشل القمم العربية المتتالية وعجزها عن اتخاذ قرارات فعلية، تأكد للجميع أن تزايد تخاذل الموقف العربي الرسمي وتسابق الأنظمة العربية على التطبيع مع الكيان الصهيوني يقوي سطوة هذا العدو، ويجعله متماديا في الاعتداء على مقدسات الأمة وحرماتها ومصادرة حقوق المسلمين.

إن قرار حكومة العدو الصهيوني بتهجير جديد لآلاف الفلسطينيين، ومواصلة اعتداءاته على المسجد الأقصى وضم المقدسات الإسلامية إلى قائمة المواقع التراثية اليهودية بما في ذلك الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال رضي الله عنه وملاحقة وتصفية قيادات المقاومة...، يعد فصلا جديدا من فصول محاولات طمس الهوية العربية والإسلامية للأراضي الفلسيطنية، ومحاولة جديدة لإذلال العرب والمسلمين، وبرهانا على أن أطماع الكيان الصهيوني لا حدود لها. إنه ماض دون تراجع في تحدي العالم بالتطاول الهمجي على الأراضي الفلسطينية، والترحيل القسري لسكانها، وتشجيع استيطانها من طرف الصهاينة الغاصبين، ومنع المسلمين من دخول الأقصى الشريف والصلاة فيه.

إن العدو الصهيوني الآثم يختبر مرة أخرى ردود أفعال العرب والمسلمين تمهيدا لارتكاب جرائم أكبر في إطار المخطط التوسعي للكيان الصهيوني.

إننا -علماء ومفكرين ومثقفين من المغرب الأقصى- نحيي صبر وثبات المرابطين الأشاوس بأرض الأقصى، ونهنئهم على عزتهم ومواقفهم الشجاعة خلال هذه الأيام العصيبة، ونوصيهم بالثبات وصدق اللجوء إلى الله تعالى، ونسأل المولى عز وجل أن يكشف عنهم الكرب والبلاء، وأن ينصرهم نصرا مبينا إنه على كل شيء قدير.

ونظرًا للخطر الداهم ولفداحة الخطب، واستشعارًا منا لواجبنا تجاه إخواننا في فلسطين المجاهدة، فإننا نؤكد ما يلي:

1- ضرورة تصدي النخبة المثقفة في العالم العربي والإسلامي للصدع بكلمة الحق نصرة لإخواننا في فلسطين، وفضحا للمخططات الصهيونية وخطرها على السلام العالمي.

2- واجب عموم المسلمين في دعم ومناصرة إخوتنا في فلسطين والاحتجاج على ما يرتكب في حق مقدساتنا.

3- ضرورة مقاطعة الكيان الصهيوني وفضح كل المطبعين أشخاصا ومؤسسات.

4- مسؤولية وسائل الإعلام في تسليط الأضواء على ما يجري في القدس وباقي الأراضي المحتلة وفضح الإرهاب الصهيوني.

5- مسؤولية حكومات الدول العربية والإسلامية، في الإعلان القوي والصريح عن شجبها للعدوان الصهيوني الغاشم، وفي الانسحاب الفوري من كل اتفاقيات السلام الوهمي المبرمة مع الكيان الصهيوني، وواجبها في الضغط على الكيان الغاصب حتى يتراجع عن قراراته.

6- أولوية دعم وحدة الشعب الفلسطيني إفشالا للجهود المغرضة للعدو من أجل تجزئة الصف الفلسطيني وإضعافه، وتحقيقا لقوة داخلية قادرة على مواجهة التطاول الصهيوني على مقدسات العرب والمسلمين والتعجيل بفك الحصار عن قطاع غزة وتفعيل قرارات إعماره.

7- ضرورة تحمل منظمة اليونسكو لمسؤوليتها الكاملة في التصدي للسطو الصهيوني على التراث الثقافي والروحي للفلسطينيين.

8- واجب الأحزاب والمنظمات والاتحادات العربية والإسلامية والدولية في التعبئة من أجل تحرك شعبي واسع دفاعا عن الأرض والمقدسات الفلسطينية وعن كرامة الإنسان الفلسطيني وحقوقه.

9- مسؤولية علماء الأمة في توعية المسلمين وتحذيرهم مما يحاك ضد مقدساتهم وتاريخهم وعزتهم.

﴿ ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز﴾ الحج:40.

حرر بالرباط في 14 جمادى الأولى 1431

الموافق لـ29 أبريل 2010